من المؤسف ألا ينعم الإنسان بمذاق الطعمات الحلوة ، فلا يتلذذ بالحلويات أو ما تشتهيه نفسه إذا كان من مرضى السكري . الّذين يعتمدون على حمية غذائية قاسية ، لا تسمح لهم بتناول الأطعمة الحلوة إلا بقدر محدود للغاية . فهل سيتحتم على مرضى السكري العيش بهذه الطريقة ؟ أم أن للعلم رأي في طرح بدائل السكر ؟
استطاع العلماء استخلاص مواد طبيعية ، أهم ما فيها أنها بمذاق السكر ودون الآثار الجانبية السلبية المرتبطة بالسكر العادي . تدعى هذه المواد باسم كحول السكر sugar alcohol . يمكن إضافتها إلى الأطعمة ، بما في ذلك خلطات الخبز والحبوب والآيس كريم ، لمنحها طعماً حلواً دون الآثار الجانبية السلبية المرتبطة بالسكر العادي.
وكما يوحي اسم كحول السكر ، فهي مواد تتألف من جزيئات السكر وجزيئات الكحول. على الرغم من الاسم ، فإنها تحتوي على الكحول المُسكر. إنّ هذا التركيب المشابه للتركيب الكيمائي للسكر يحفز مستقبلات الطعم الحلو على اللسان .
أفضل البدائل الطبيعية الآمنة لمرضى السكري
أفضل هذه البدائل الطبيعية هو إكسيليتول Xylitol ، إريثريتول erythritol ، و لاكانتو Lakanto ، لأنهم مستخلصين من مواد طبيعية آمنة ، وأيضا طعمهم يشبه إلى حد كبير طعم السكر العادي بل يفوق عليه في الحلاوة .
وإن أهم ما يميز هذه البدائل أنهم لا يسببون أي من الأضرار الناجمة عن استخدام السكر العادي ، مثل تسوس الأسنان أو الارتفاع الكبير بمستويات السكر في الدم . ليس ذلك فحسب ، بل انهم منخفضين السعرات الحرارية جدا جدا .
ورغم تردد مصطلح السعرات الحرارية على مسامعنا ، إلا أن الكثيرين ما يخلطون بينه وبين السكريات. فالسعرات الحرارية هي وحدة الطاقة الغذائية المستخرجة من عناصر التغذية الرئيسية ؛ الدهون والكربوهيدرات والبروتينات. حيث تختلف كمية الطاقة المتحررة من كل منها ، إذ يحوي كلّ من :
الكربوهيدرات على 4 كالوريات لكل جرام
الدهون على 9 كالوريات لكل جرام
البروتين على 5 سعرات حرارية لكل جرام
نجد من هذه الأرقام أن زيادة السعرارت الحرارية المتحررة من أي مادة ، يزيد معدل الإصابة بالسمنة . وكما نعلم فعلى مريض السكري أن يبتعد تماماً عن مسببات السمنة قدر المستطاع . فحتى السعرات الحرارية الناتجة عن 1 جرام من السكر ، تُعد كبيرة نسبية . لذلك تلعب بدائل السكر هذه دوراً هاماً في حماية مريض السكر من الإصابة بالسمنة ، لأنها محليات منخفضة السعرات الحرارية في منتجات خالية من السكر أو منخفضة السكر. ففي حين يتحرر 4 سعرات حرارية عن 1 جرام من السكر ، نجد أن إكسيليتول Xylitol يحرر 2.4 سعرة حرارية لكل جرام ، وأن إريثريتول erythritol يحرر 0.24 سعرة حرارية لكل جرام !
بدائل السكر الطبيعية هذه لها ايضا العديد من الفوائد الأخرى ، إذ يتسبب الاستخدام المنتظم للإكسيليتول Xylitol في تجويع البكتيريا المكونة للتجاويف ، لحرمانها من السكر ، ما يسبب موت 75% منها . كما أنه يزيد من تدفق اللعاب ويخلق بيئة أكثر قلوية لمنع تسوس الأسنان . إذ يُوصى باستخدام المنتجات التي تحتوي على إكسيليتول ثلاث إلى خمس مرات يوميًا ، للحصول على إجمالي استهلاك يبلغ خمسة جرامات.
أيهما أكثر صحة الإريثريتول أم إكسيليتول ؟
إن استخدام الإريثريتول أفضل لصحة الأسنان من إكسيليتول. كما يمكن لأجسامنا أن تمتص الإريثريتول بالكامل ، مما يسبب ضائقة هضمية أقل. بالإضافة إلى ذلك ، لا يرفع الإريثريتول نسبة السكر في الدم على الإطلاق ، في حين أن مادة الإكسيليتول لها تأثير ضئيل. توصي بالحد من مادة إكسيليتول ، بينما يصنف الإريثريتول على أنه آمن.
فاكهة الراهب
قد لا يعرف الكثير عن فاكهة الراهب Monk Fruit ، إلا أنها ذات شعبية بين مرضى السكري المهتمين بالطعام الصحي الخالي من السكر. إذ تحصل فاكهة الراهب على حلاوتها من المركبات الطبيعية المسماة mogrosides. كما تكون مشابهة لتأثير كحول السكر ، إذ لا تحتوي على سعرات حرارية وكربوهيدرات ترفع مستويات السكر في الدم.
التأثيرات الجانبية لـ (بدائل السكر الطبيعية)
نظرًا لتركيبها الكيميائي الفريد ، لا يستطيع الجسم هضمها إلى أن تصل إلى القولون . حيث يتم تخميرها بواسطة بكتيريا القولون . وهذا يعني أن تناول كميات كبيرة منها قد يسبب انتفاخ القولون.
إذا كنت تعاني من مرض السكري ، الذي يعيقك من التلذذ بالطعام الحلو ، ما عليك إلا أن تشتري مواد كحول السكر الطبيعية (إكسيليتول Xylitol ، إريثريتول erythritol) أو مستخلصات فاكهة الراهب ( لاكانتو ، محلّى فاكهة الراهب مع الإريثريتول ) فكلها بدائل طبيعية مفيدة ، بدلا من السكر الابيض الضار .
والى هنا نكون قد تعرفنا باختصار على افضل البدائل الطبيعية للسكر والتي هي مناسبة جدا لمرضى السكري ، أرجو أن تكون استفدت من هذا الموضوع ، واذا عندك اي استفسار لا تترد في وضعه في تعليق لأجيبك عليه في أسرع وقت مكن . وأخيرا : فضلا كن نافعا لغيرك وشارك هذا الموضوع مع غيرك اذا رأيت أنه مفيد وسيفيدهم ، ستجد ازرار المشاركة أسفل المقالة .