يعتبر الموز من الفاكهة حلوة المذاق والتي يمكن تناولها مباشرةً أو إضافتها للعديد من أطباق الطعام، ولكن هل الموز يرفع السكر بالدم ؟ وهل يمكن أن يكون مناسباً لمرضى السكري؟
نوضح في هذه المقالة تأثير الموز الأصفر وكذلك الأخضر على سكر الدم ونقدم الطريقة الصحيحة لتناول الموز عند مرضى السكري سواء من النمط الأول أو الثاني أو السكري الحملي.
1- هل الموز يرفع السكر بالدم؟
يجب أن ينته مريض السكري إلى كمية الكربوهيدرات الموجودة في الطعام الذي يتناوله لأنّها ترفع سكر الدم مقارنةً بالعناصر الغذائية الأخرى.
عندما يرتفع تركيز السكر في الدم لدى الأفراد غير المصابين بالسكري يقوم جسمهم بإفراز هرمون الأنسولين والذي ينقل السكر المرتفع من الدم إلى الخلايا لاستخدامه كمصدر للطاقة أو تخزينه.
بالمقابل لا يحدث ذلك لدى الأفراد المصابين بالسكري لأنّ جسمهم لا ينتج كميات كافية من هرمون الأنسولين أو بسبب أنّ خلايا الجسم تصبح مقاومة لعمل هرمون الانسولين.
بناءً عليه يمكن أن يعاني مريض السكري من ارتفاع مفاجئ في سكر الدم بعد تناول الأغذية الغنية بالكربوهيدرات أو يتحول لارتفاع مستمر مما يهدد حياة المريض ولذلك عليه الحذر والانتباه.
تحتوي موزة متوسطة الحجم (حوالي 126 غ) على 29 غ من الكربوهيدرات و 112 من السعرات الحرارية.
تتكون الكربوهيدرات في الموز من السكر والنشاء والألياف الغذائية حيث تبلغ كمية السكر في موزة متوسطة الحجم حوالي 15 غ.
نستنتج أنّ الموز يحتوي على سكريات بسيطة يمكن أن تسبب ارتفاع سكر الدم، ولكن بالمقابل تحتوي موزة متوسطة الحجم على 3 غ من الألياف الغذائية.
تقدم الألياف الغذائية العديد من الفوائد الصحية لمرضى السكري حيث أنّها تخفف من سرعة امتصاص السكر مما يمنع حدوث ارتفاع مفاجئ للسكر في الدم.
يمكن تحديد تأثير الأغذية الغنية بالكربوهيدرات على سكر الدم أيضاً من خلال معرفة المشعر السكري الخاص بها.
يقيس المشعر السكري لغذاء كمية وسرعة تسببه في ارتفاع سكر الدم من خلال قيم تتراوح بين 0-100 حيث يكون الغذاء تبعاً للمشعر السكري كما يلي:
- منخفض المشعر السكري إذا كانت قيمة القياس 55 وما دون
- متوسط المشعر السكري عندما تتراوح قيمته بين 56-69
- مرتفع المشعر السكري عندما تكون قيمته بين 70-100
يمكن لمريض السكري تناول الأغذية منخفضة المشعر السكري بأمان لأنّ يتم امتصاص السكر منها ببطء ولا تسبب ارتفاعاً مفاجئاً لسكر الدم.
يصنف الموز من الأغذية منخفضة إلى متوسطة المشع السكري حيث تتراوح قيمة المشعر السكري بين 42-62 وذلك تبعاً لدرجة نضج الموز، فهل هناك فرق بين تأثير الموز الأصفر والأخضر على مريض السكري؟
2- هل الموز الأخضر يرفع السكر؟
تختلف كمية أنواع الكربوهيدرات الموجودة في الموز تبعاً لدرجة نضجه ولذلك يحتوي الموز الأخضر على كميات قليلة من السكر وكميات أكبر من النشاء المقاوم.
يعتبر النشاء المقاوم سلسلة طويلة من جزيئات الجلوكوز والتي تكون مقاومة لعلمية الهضم في الجزء العلوي من الجهاز الهضمي.
أي يمكن القول أنّ النشاء المقاوم يشابه الألياف الغذائية التي لا يمتصها الجسم مما لا يسبب حدوث ارتفاع مفاجئ في سكر الدم.
يعتبر النشاء المقاوم أيضاً طعاماً للبكتريا النافعة الموجودة بشكل طبيعي في الجهاز الهضمي والتي يؤدي الحفاظ على توازنها إلى تقوية مناعة الجسم وضبط تركيز السكر في الدم.
يحسن النشاء المقاوم بالنتيجة حساسية خلايا الجسم لهرمون الانسولين ويقلل من حدوث الالتهاب مما ينعكس إيجاباً على مرضى السكري من النمط الثاني بشكل خاص.
نستنتج أنّ الموز الأخضر أو غير الناضج يحتوي على كميات أكبر من النشاء المقاوم وكميات أقل من السكر مقارنةً بالموز الأصفر الناضج.
هذا يعني أنّ الموز الأخضر يملك مشعراً سكرياً أقل من الموز الأصفر وبالتالي لا يرفع تركيز سكر الدم ويعتبر آمناً لمرضى السكري سواء من النمط الأول أو الثاني أو السكري الحملي.
3- هل يؤثر حجم الموزة على سكر الدم؟
لا يتأثر محتوى السكر في الموز بدرجة نضجه فقط وكذلك بحجمه حيث كلما كان حجم الموزة أكبر كان محتواها أعلى من الكربوهيدرات.
هذا يعني أنّ الموزة كبيرة الحجم تسبب ارتفاع تركيز سكر الدم بشكل أكبر مقارنةً بالموزة متوسطة الحجم.
يسمى تأثير حجم الغذاء على محتواه من الكربوهيدرات باسم الحمل الجلوكوزي أو الحمل السكري.
يتم حساب الحمل السكري لغذاء من خلال ضرب قيمة المشعر السكري بعدد الكربوهيدرات في الحصة الواحدة من الغذاء ثم تقسيم الناتج على 100.
يعتبر الغذاء قليل المحتوى بالكربوهيدرات إذا كانت لديه قيمة حمل سكري أقل من 10 ومتوسط المحتوى بقيمة حمل سكري بين 11-19 ومرتفع المحتوى بالكربوهيدرات إذا تجاوزت قيمة الحمل السكري 20.
تتراوح كمية الكربوهيدرات في الموز بين 18.5-35 غ حسب حجم الموزة وتكون حوالي 29 غ في موزة متوسطة الحجم كما ذكرنا.
إنّ الموز الأصفر الناضج مثلاً لديه مشعر سكري بقيمة 62 ويتراوح الحمل السكري فيه إذاً بين 11 لموزة صغيرة الحجم و 22 لموزة كبيرة الحجم.
بناءً عليه يجب الانتباه إلى حجم الموزة التي نقدمها إلى مريض السكري بالإضافة إلى درجة نضجها.
4- إذاً كخلاصة هل يمكن لمريض السكري تناول الموز بأمان؟
توصي المنظمات الصحية مرضى السكري بتناول كميات محددة من الفواكه وذلك بسبب غناها بالعناصر الغذائية المفيدة لصحة المريض كما انّها تحمي من مضاعفات السكري.
يحتوي الموز على عناصر مفيدة للصحة مثل الألياف الغذائية والبوتاسيوم وفيتامينات ب6 و جـ والعديد من المركبات المضادة للأكسدة.
إذا كنت مريض سكري وتحب تناول الموز ننصحك باتباع مجموعة من التعليمات حتى تضمن ثبات سكر الدم لديك عند تناول هذه الفاكهة وتتضمن هذه التعليمات ما يلي:
- اختيار الموزة صغيرة الحجم مما يجعل المريض بتناول كميات أقل من السكر
- انتقاء الموز غير الناضجة بشكل كامل حيث يكون محتواها من السكر أقل
- تناول الفواكه خلال أوقات مختلفة من اليوم للحفاظ على سكر الدم ثابت
- تناول الموز مع أغذية أخرى مثل المكسرات واللبن مما يقلل من سرعة امتصاص السكر.
- الاقتصار على 1-2 موزة في اليوم
5- أسئلة شائعة
– هل الموز يرفع السكر المنخفض؟
إذا عاني مريض السكري من هبوط حاد مفاجئ في السكر بسبب خطأ في جرعة الدواء أو لأي سبب آخر يمكنه تناول الموز الأصفر الناضج وذات الحجم الكبير مما يساعد على رفع تركيز السكر فوراً في الدم.
– هل الموز يرفع السكر عند الحامل؟
يجب أن تتناول المرأة الحامل 2-4 حصص فواكه في اليوم حيث تعادل الحصة الواحدة مثلاً ثمرة متوسطة الحجم من البرتقال أو التفاح أو الموز.
يمكن للمرأة الحامل تناول الموز بأمان ولكن مع الانتباه إلى اختيار الموز الأخضر وصغير الحجم في حال كانت مصابة بالسكري الحملي.
– هل الموز والبرتقال يرفع السكر؟
كما لاحظنا أنّ الموز يختلف تأثيره على سكر الدم حسب درجة نضجه وحجمه أمّا بالنسبة للبرتقال يمكنك معرفة تأثيره على سكر الدم من مقالنا السابق من هنا
نشير ختاماً لضرورة اختيار الموز غير الناضج بشكل كامل وذو الحجم الصغير وذلك لتجنب ارتفاع تركيز السكر المفاجئ في الدم وحماية المريض من مضاعفات مرض السكري.
بناء عليه ننصحك بمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك من مرضى السكري على مواقع التواصل الاجتماعي ليتعرفوا على الطريقة الصحيحة لتناول الموز، وإذا كان لديك أي استفسار اتركه لنا في التعليقات
